أصعب اللحظات في حياة عائلة القمص دانيال والد الشهيد بيشوي


يملؤه الشعور بالحنين، ويغمره الشعور بالحزن والأسى، جالسًا في منزله وتحيطه صور فقيده، ليسرد لـ”وطني”، أقصى لحظات فقدانه لابنه، إنه القمص دانيال، والدالشهيد بيشوي الطالب بالسنة الخامسة في كلية الطب.    قال القمص دانيال:”كان أحد الشعانين يوم فرح لنا، وهذا الفرح لم يكتمل بالكنيسة، ولكن يكمله ابنى بيشوي في السماء، فقد سبقت أبنائي بيشوي وكيرلس للكنيسة مبكرا، ثم لحقوا بي وارتدوا لبس الشمامسة وكانا يقفا معا وقبل الحادث بدقيقة، ومريت أمامهم بدورة البخور، وعند دخولي الهيكل حدث الانفجار، فسقطت على الأرض وارتطمت برخام المذبح، ولكن قمت بسرعة لأبحث عن أولادي فسمعت صوت كيرلس يصرخ، أمسكت به ووجدت بيشوي على الأرض أسرعت أمسكته، وقد كان أصيب في رأسه نتيجة ارتطامه بكرسي الأسقف من شدة الانفجار، ما أدى إلى إصابته بنزيف في المخ”.    وتابع القمص”أسرعت بملابس الصلوات البيضاء أحمله إلى المستشفى، وكان شقيقي ووالدته الطبيبة معي، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، فسقطت على الأرض أصرخ وظللت معه حتى دفنته مساء الأحد، ومازالت ملابسي كما هي تحمل دماء ابني”.    وعن حياته بيشوي، قال القمص دانيال:”بيشوي كان إنسان متعلق بكنيسته وخدمته طوال الوقت ويتمتع بهدوء”. ثم انتقل القمص بعد ذلك إلى غرفة ابنه، ليروي لنا تفاصيل بيشوي الحياتية، موضحًا كيف كان متعلق بربه، وكتبه وصور القديسين.    وأكملت والدة بيشوي تفاصيل موت ابنها، قائلة :”قبل دخولي الكنيسة كان هناك حشدًا أمني، وحواجز كثيرة، ولم أكن أتوقع أن يدخل انتحاري من خلال هذا الحشد الكبير، وعندما وقع الانفجار لم أتوقع أن يكون داخل الكنيسة لوجود هذا الأمن الكبير، الذي كان عبارة عن حشد شكلي دون أي تفتيش، فنحن كنا ندخل دون أي سؤال أو تفتيش”.    وتابعت :”عندما سقطت والدة القس بنيامن في حالة إغماء، وتم نقلها لغرفة المعمودية بجوار الهيكل وقع الانفجار مباشر، صرخت وظللت أردد اسم زوجي أبونا دانيال فوجدته ووجدت كيرلس، وصرخت متساءلة عن بيشوي، فكان وضعه صعب جدًا أسرعنا به إلى المستشفى. وكان الوضع هناك صعب من كثرة الجثث والمصابين وعدم وجود الإمكانيات، فكان الوضع صعب، وجدت ابني في حالة صعبة، حيها امسك بيدي ابني كيرلس وقال لي (ماما لو حصل شيء لبيشوي)، فهو هيكون في مكان أفضل، وبعدها فارق الحياة”.    وأكملت :”كانت صدمتي كبيرة، لأن بيشوي شخصية ملائكية، فهو لم يكن لديه شيء سوى الكنيسة، وكأن الله اختاره وكأنه ليس مكانه الأرض”.    ظلت الأم تحتضن صورة ابنها، وهي تروى قصص عن حياته، وأثناء ذلك جاء زملاؤه في الكلية ما يقرب من 40 شخص مسلمين وأقباط يحملون صندوق وضع بالكلية يمتليء بالأورق دون فيه زملاء الشهيد كلمات الرثاء لرحيله.   -كيرلس يروي تفاصيل رحيل أخيه  روى لنا كيرلس القمص دانيال، هو شقيق الشهيد بيشوي لحظات الموت والدماء :”كنا نواظب وشقيقي بيشوي، ووقفنا في خورس الشمامسة وفرح كبير للجميع، والكنيسة كانت مكتظة، وعدد كبير من الشمامسة ولحن افلوجيمنوس من الألحان التي تقال مرة في العام وكنا سعداء، وفجأة وقع الانفجار وشهدت كرة من النيران تتصاعد أمامنا، ووشعرت بصعقة في جسدي، ولم أدرك ما حدث، وفجأة ظللت أصرخ لوالدي القمص دانيال، وكان قبلها بثواني مر أمامنا بالبخور وسألني عن بيشوي، فوجدناه على الأرض أصيب في رأسه حملناه على مستشفى الجامعة، وأنا طبيب ومعيد بالمستشفى، كان نبضه قليل ولكنه كان لفظ أنفاسه الأخيرة عند دخولنا المستشفى ونحن ووالده بالتونية البيضاء الملطخة بالدماء.  وتابع “إصابتي بسيطه عبارة عن تهتك في طبلة الأذن وتجمع دموي، وشاهدت من حولي جميعا صعدوا إلى السماء”.    وأوضح أنه لم يشاهد الانتحاري لأن كرسي الأسقف كان خلفه، فضلًا عن أنه لا يمكن أن يتصور أحد أن يحدث ذلك.